وللطبيب قدمان

وللطبيب قدمان

الطبيب الحكيم الإنساني القدوة هو الذي يسير على قدمين، قدم العلم وقدم الأخلاق، فإن انكسرت إحداهما أصيب بالعرج، وأما إن انكسرت الاثنتان فعلى الدنيا السلام.
العلم بدون أخلاق خطر يهدد الناس أجمعين، وقد شهدت القنابل الذرية منذ زمن بعيد على ذلك، كما شهدت الأعضاء التي استؤصلت بغير استطباب على ذلك.
الأخلاق بدون علم ستوقع الطبيب ومرضاه في غيابت الجهل والأذى، ولن تستطيع دموع غزيرة للطبيب أو حنان أو رحمة أن تصلح الضرر الذي حصل، ولا أجد له تشبيهاً إلا كمن يمزق بيد ويربت باليد الأخرى إشفاقاً.
أما إذا غاب العلم وغابت الأخلاق، فماذا نستطيع أن نقول في ذلك؟
وإذا كان فاقد القدمين متكبراً يطمح بمنصب الربوبية أو أدنى من ذلك بقليل، وينظر إلى الأصحاء نظرته إلى المجذومين، وإذا سارع إلى اتخاذ المناصب وإلقاء الأوامر، فإلى ماذا تظن أن ينتهي ذلك؟
باختصار شديد لا أرى نتيجة لذلك إلا نضباً من السماء، وتقتيراً في الرزق، وتسلطاً من الأعداء، وتفحماً في القلوب والمشاعر.
وماذا يفعل سليم القدمين؟
عليه بالصبر، فالزبد سيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فسيمكث في الأرض، ليزهر في الدنيا، ويثمر في الآخرة.
المقالة مأخوذة من كتاب"قلبي وعقلي وروحي" للكاتب
Share on Google Plus

About Unknown

    Blogger Comment
    Facebook Comment