الجـــــــرب
لمحة تاريخية:
عرف مرض الجرب منذ أقدم العصور ، وفي أزمنة عديدة التبست سوسة الجرب بالقملة.وقد عرفه الإغريق،السومريون والرومان الذين أوصوا باستخدام الكبريت والقطران السائل .عرف الجرب كذلك في الهند سنة 1000ق.م وكذلك عـرف في الصين.
في معظم هذه الأماكن لم يكونوا قادرين على ربط المسبب وهو قارمة الجرب بالمرض وفي أحيان كثيرة كانوا يظنون أن السبب هو القمل ….
عرف ابن زهر عام 1162م مرض الجرب وقدم وصفاً فعلية للسوسة ( قارمة الجرب) .
في القرن 19 قام J.Adamsفي لندن برسم العامل المسبب بدقة وقام بعدوى نفسه به وذلك لزيادة التأكيد .
السببيات:
إن العامل الممرض هو قارمـة الجـــرب حيث يقيس الذكـــــر (0.2×0.15 ) ( مم) والأنثـــى (0.4 ×0.3)(مم) . الجسم بيضوي مع أشعار في سطحها الظهري ولها أربع أزواج من الأرجل.تسير الأنثى على سطح الجلد بسرعة كبيرة إذا كان دافئاً (2.5سم/د) و تستغرق حوالي ساعة لحفر الثلم ضمن الطبقة القرنية للبشرة ، وتحفر القارمة حتى مستوى الطبقة الحبيبية للتغذية بالسوائل . لا تعود القارمة نحو الوراء أبداً نظراً لوجود أشواك في جسمها متجهة نحو الخلف و عمر القارمة هو 30 - 60 يوما" . طول الثلم من ملمترات إلى سنتمرات ولا يصل للبشرة السفلية إلا في الجرب النرويجي.
تضع القارمة الأنثى البيوض بمعدل 2-3/ يوم والعدد الكلي 10-38 تفقس منها 10% بعد أسبوع متحولة إلى يرقات . تغادر اليرقات الثلم بعد يوم أو أكثر وتحفر جيباً سطحياً في الطبقة القرنية وتنسلخ مرتين لتتحول خلال ثلاثة أسابيع إلى قارمة تتلقح من جديد حيث يحصل الجماع في الجيب الصغيرة في الطبقة المتقرنة ويموت الذكر حالاً ، بينما تغادر الأنثى لحفر أنفاقاً جديدة .
إن عدد القارمات ليس كبيراً 10-20 فقط ماعدا الجرب النرويجي وتتوزع في معظم الأماكن عدا الظهر والصدر وقليلاً في الفروة.
الإمراضية :
إن عــــدد اندفاعـات الجــــرب كبيراً بينما عدد القارمــــات كما ذكرنا هو 10-20 فقط
وهذا يعود للإرتكاس بالمناعة الخلوية تجاه القارمة ومفرزاتها وفضلاتها ،كما لوحظ ارتفاع في IgM ,IgG كما لوحظ ارتفاع في IgE في 1/3 الحالات بينما الIgA كان منخفضاً . فهناك دور للمناعة الخلطية أيضاً . كذلك لوحظ ترسب IgM وC3 بالومضان المناعي حول الأوعية الأدمية ، وهذا يفسر الإرتكاس السريع للأشخاص المصابين سابقاً عند تكرار العدوى بالجرب لكن عدد القارمات يكون لديهم أقل بسبب المناعة الخلوية المتشكلة لديهم .
السريريات :
أهم عرض هو الحكة وهي حكة متوسطة إلى شديدة تزداد ليلاً وبالدفء وتخف نهارأ ، تبدأ الحكة بعد 2 – 3 أسـابيع من العدوى ، لكن في الإصابة الناكسة تظهر الأعراض سريعاً .يصيب المرض غالباً أكثر من فرد في العائلة الواحدة والحكة معممة عادة تبتعد عن الرأس والظهر نادراً ما تكون موضعة . في بعض الحالات الإستثنائية قد تغيب الحكة رغم أن العدوى موجودة. يختلف الطفح الجلدي بدرجة كبيرة و ذلك حسب نمط الإصابة و المداواة السابقة ، و إن المرضى الذين يحافظون على النظافة و يكثرون من الاستحمام يندر أن يكون الطفح عندهم واضحا" ، و من هنا تنجم صعوبة التشخيص و مع ذلك ، فقد يكون الطفح الجلدي غزيرا" لدرجة يبعدنا حتى عن التفكير بالجرب .
يستند التشخيص غالبا" إلى توزع الحكة و إلى القليل من الآفات البيانية الموجودة . و بعد أن يكون قد مضى وقت طويل على المرض فقد يختلط بالتأكزم و التحزز و التقوبؤ و الدمال .
أنواع اندفاعات الجرب:
1. الإندفاعات الأولية : ترى القارمات في نهاية الأثلام في الحويصلات ونادراً ضمن الحطاطات . أ-الأثلام : خطوط دقيقة متعرجة أو مستقيمة تقيس طولا" 5-15ملم مرتفعة قليلاً و تلاحظ بين الأصــابع ، على الرسغ ، جانب اليد ، المرفق ، القدم ، القضيب ، الألية ، الصفن ، أخمص الرضيع وهالة الثدي عند المرأة .
ب- الحويصلات والحطاطات : وهي تدعى بالاندفاعات الأكالية وتلاحظ في الراحة والأخمص وأحياناً الرأس عند الرضع ، على الثدي عند المرأة والناحية التناسلية عند الذكور، بالإضافة لإصابة النواحي الأخرى في كل الأعمار وفي الجنسين وهي : المرفق ، الركبة، البطن ، الألية ، الإبط والفخذين . أما العقيدات فتكثر مشاهدتها عند الذكور على القضيب والصفن .
2. الإندفاعات الثانوية: تنجم عن الحكة والإنتان وهي لا تحوي الطفيلي
أ-الائتكالات النقطية
ب-الوسوف والحمامى
ج-التقيحات الجلدية
التشخيص القزيقي:
جرب الحيوانات ، قمل الجسد ، الأكال الربيعي ( أكال لدغ الحشرات)، الأكزيما والتهاب الجلد الحلئي.
أشكال خاصة للجرب
-جرب النظيفين
-الجرب المشوه بالعلاج الخاطىء
-الجرب العقيدي
-الجرب النرويجي
-الجرب عند كبار السن المهملين
المعالجات :
لابد من المعالجة لكافة أفراد العائلة لتجنب نكس العدوى ولابد كذلك من تبديل الملابس يومياً وتعريض الفراش والأغطية لأشعة الشمس، والأهم هو اختيار الدواء المناسب الفعال دون تأثيرات تخرشية أو تأثير على المرأة الحامل والمرضع وألا يكون للدواء تأثيرات سمية.
.الوسائل العلاجية:
1. الكبريت : بشكله المرسب بتركيز 10-15% ضمن سواغ من الفازلين أو الماء المقطر ويطبق يومياً لمدة 3 أيام مع حمام كل يوم قبل إعادة التطبيق . تستطب للأطفال والحامل لكن هذه المادة ذات رائحة واخزة غير مستحبة.
2. بنزيل بنزوات : بشكل محلول أو مستحلب تركيزه 20-35%ويطبق لكامل الجسم عدا الرأس ويترك 48/ساعة ثم حمام ساخن لإزالته يمكن أن يطبق بطرق أخرى مختلفة . الدواء مخرش ورائحته واخزة وإذا كان مركـزاً قد يؤدي لتأكزم في الناحية التناسلية أو حتى لكامل الجسم فيجب الانتباه . لا يستحسن استخدامه عند المرأة الحامل و المرضع و كذلك عند الرضع .
3. كروتاميتون: وهو قاتل جربي له تأثير مضاد للحكة ، غير مخرش ، غير سام و لكن يستخدم للحالات الخفيفة والمتوسطة وكذلك يمكن استخدامه لإصابة الرأس بالجرب عند الرضع حيث يصعب تطبيق المواد الأخرى . لتطبيقه يتم الاستحمام و تنشيف الجلد ثم يدهن الكريم و يعاد الدهن بعد 24 ساعة ثم يعاد الاستحمام بعد 24 ساعة أيضـا" . في بعض الحالات يطبق الدواء يوميا" لمدة خمسة أيام متواصلة .
4. بنزوكلوريل 6 % ( D . D . T ) : فعال لكنه مخرش ومؤكزم، ذو اختلاطات عامة : دموية ، كبدية ، كلوية وبشكل خاص عصبية . لا ينصح البعض باستخدامه.
5. غامابنزين هكساكلوريد ( ليندان 1 % ) : سجلت له مؤخراً مقاومة ، وهو شائع الاستخدام في الولايات المتحدة الأمريكية . تذكر بعض المراجع أنه ذو تأثيرات عصبية بالإضافة للتخريش .
6. بيرمترين (2.5 -5% ) : سميته قليلة جداً وتخريشه خفيف، يؤثر على الخلايا العصبية للطفيلي مؤدياً لشلله وموته، يستخدم عند الرضع بتركيز 2.5 % و عند الكبار بتركيز 5 % . معدلات الشفاء عالية ويمكن اعتباره البديل الآمن المفضل وخاصة عند الحامل والمرضع وعند الرضع .
يعتبر هذا الدواء الأكثر أمانا" و فعالية في علاج الجرب وهو Pyrethroid تركيبي يعتبر قاتلا" لقارمة الجرب لكنه قليل السمية للإنسان . يدهن الدواء من العنق حتى القدم مع التركيز على الثنيات ويغسل الدواء بعد 8 – 10 ساعات . يجب أن يعاد التطبيق مرة اخرى بعد أسبوع ولا بد من علاج كافة أفراد العائلة . نسبة الشفاء عالية جدا" تصــل إلى 97 % .
Blogger Comment
Facebook Comment