الطريقة الحديثة في علاج دوالي الحبل المنوي

الطريقة الحديثة في علاج دوالي الحبل المنوي

د. جهاد اللجمي – اختصاصي جراحة بولية و أمراض الذكورة
مسؤول تحرير قسم الجراحة البولية في الدورية الطبية العربية
حماة - سوريا
 كثيراُ ما تردنا الأسئلة عن دوالي الحبل المنوي كيف تتظاهر، ثم كيف ومتى يتم تدبيرها، وما هو تأثيرها على الانجاب. . .لذلك آثرنا أن يكون المقال في هذا العدد حول هذا الموضوع الشائع
أما دوالي الحبل المنوي فهي توسع في الأوردة الخصوية التي من المفترض أن تسحب الدم الفاسد من الخصية نحو الأعلى حيث ينقل فيما بعد للرئة والقلب لتنقيته كما هو الحال في أوردة أي عضو آخر في الجسم. والمشكلة هنا لا تنتهي بحدوث التوسع فقط كما في دوالي الساقين، بل في جريان الدم بالاتجاه المعاكس. . أي بدل أن يسيل الدم من الأسفل باتجاه الكلية فإنه يسيل من الكلية باتجاه الأسفل نحو الخصية مما يسبب ركودة دموية كبيرة في الخصية تؤدي بدورها إلى تأثيرٍ سلبي في والخصية حيث تعطل إحدى أهم آليات المسكن الخصوي الخارجي ألا وهي تنظيم الحرارة
وكما هو معروف فإن الخصية تسكن في كيس صمم خصيصاً من أجلها، وذلك ليتم تنظيم الحرارة في الخصية بشكل دقيق، فالخصية لا يمكن لها أن تعمل في درجة حرارة البطن المرتفعة (37) درجة مئوية، بل تعمل في درجة حرارة ثابتة وهي (35) درجة مئوية، ولذلك نجد أن كيس الصفن يلتصق أحياناً بأسفل البطن حتى يتم التسخين من حرارة البطن، ونجده أحياناً أخرى يتهدل مبتعداً عن البطن كي يخفض من حرارته
  لذلك تغادر البطن عندما يكون الانسان جنيناً في بطن أمه، ونسبة قليلة فقط (3%) من الأولاد يولدون وتكون الخصى ما زالت بعد في البطن حيث يتم معالجتهم لإخراج هذه الخصى من البطن وتثبيتها في الصفن
أما عندما يصاب الإنسان بدوالي الحبل المنوي فتتعطل هذه الآلية المهمة بوجود كمية كبيرة من الدم تتجمع فوق الخصية المصابة بالدوالي
وقد لوحظ أن أكثر من 90% من الحالات تكون في الطرف الأيسر بينما فقط حوالي 7% من الحالات  تكون بالطرفين، وفي حالات نادرة تكون بالطرف الأيمن فقط. . والسبب في ذلك اختلاف في شكل ومصب الوريد الأيسر عن الأيمن

 
متى يجب على المريض معالجة الدوالي
  •   عند حدوث ألم مزمن في الصفن المصاب بعد الوقوف الطويل أو العمل المجهد ولا يعتبر الألم النوبي المتكرر (الذي يستمر لدقائق فقط) ناجماً عن الدوالي، ولا يحتاج إلى عمل جراحي.
  •  في حال تأذي الخصية بسبب الدوالي ويتجلى ذلك بعدم نمو الخصية في الطرف المصاب كما في الطرف السليم وهذا مهم جداً عند الأطفال إذ تجب المعالجة السريعة في هذه الحالة قبل تأذي الخصية. 
  •  في حال عدم الانجاب بعد الزواج، وبشرط أن تكون دوالي الحبل المنوي هي السبب في المشكلة. يتبين ذلك من خلال تصوير الأوعية بالدوبلر، وبإجراء فحص مجهري للسائل المنوي
 
كيف تتم معالجة الدوالي
العلاج دوماً بالجراحة، ولكن هناك طرق متعددة للعلاج  نذكر منها
  1. ربط الأوردة بالعمل الجراحي  في البطن في مستوى عالي مجاور للسرة
  2. ربط الأوردة في مستوى أخفض في أعلى الفخذ (المنطقة الاربية) وهي  أحدث من سابقتها
  3. ربط الأوردة في أعلى كيس الصفن
  4. ربط الأوردة عن طريق الجراحة التنظيرية
  5. حقن المواد المصلبة داخل الأوردة بالطريق الراجع
  6. حقن المواد المصلبة بالطريق النازل وهي أحدث وأهم الطرق على الاطلاق  وعليها سيتم الشرح التالي
 
مزايا الطريقة الحديثة في علاج الدوالي:
 
1.  هذه العملية هي أحدث طريقة لمعالجة دوالي الحبل المنوي. وهي الطريقة الأولى المستعملة في ألمانيا وأوربا.
2.  لا يحتاج المريض للدخول إلى المشفى لإجراء العمل الجراحي بل يجرى في عيادة الأشعة
3.   تجرى العملية بالتخدير الموضعي، ويعود المريض إلى المنزل بعد نصف ساعة تقريباً.
4.  فترة العملية حوالي 20-30 دقيقة فقط.
5.  لا يحتاج الجراح لشق الجلد وخياطته بل تجرى العملية بثقب صغير فوق الخصية في الطرف المصاب، ثم تحقن مواد خاصة عبر قثطرة صغيرة تؤدي إلى إغلاق الأوردة المسؤولة عن الدوالي.
6.  لا يحتاج المريض للانقطاع عن عمله إذا لم يكن هذا العمل مجهداً . ولكن
7.  يمنع المريض من قيادة السيارة في يوم العمل الجراحي فقط.  ويمنع من الجماع، وحمل الأوزان الكبيرة أكثر من 5 كغ، وقيادة الدراجة لمدة أسبوع بعد العمل الجراحي.
8.  نسبة نجاح العمل الجراحي 97 %. بالمقارنة مع العمل الجراحي القديم الذي لا تتجاوزو نسبة نجاحه 85 %.
9.  يمكن إجراء هذه العملية عند الأطفال عند تشخيص دوالي الحبل المنوي لديهم، ومعروف للجميع كم هي مهمة معالجة الدوالي عند الأطفال قبل تأذي الخصية وحدوث العقم عند البلوغ.
10.          أخيراً تتميز هذه الطريقة بالسرية التامة. فالمريض الذي يحب التكتم على إجراء العمل الجراحي يستطيع ذلك بشكل كامل ، حيث لا يضطر لدخول المشفى، كما لا يضطر لإبلاغ أكثر من شخص يرافقه أثناء العملية، كما لا تترك هذه العملية أية ندبة في مكانها للمستقبل
 
الاختلاطات، والمضاعفات التي قد تحدث بعد هذا الاجراء
1.  الانتان (الالتهاب) في مكان الجرح ويعالج بالأدوية المناسبة.
2.  تشكل بقعة زرقاء في مكان العملية. النزف من مكان الجرح .
3.  حدوث صلابة في النسج في مكان العمل الجراحي تتراجع تدريجياً خلال ثلاثة شهور من العملية.
4.  وذمة خفيفة في مكان العمل الجراحي تستمر لعدة أيام.
5.  نسبة النكس أو استمرار وجود الجزر الوريدي  3-7 % فقط بالمقارنة مع الطرق الجراحية حيث تصل نسبة النكس إلى 15 %.
6-تحسس للمادة الظليلة أو للمادة المصلبة.
 
 
أخيراً نقول :  نتمكن حالياً من إجراء هذه العملية الجديدة في سوريا بنجاح كبير. . وقد استضفنا في كلٍ من دمشق وحماه البروفيسور الألماني الدكتور تاوبر Prof. Tauber مؤسس هذه الطريقة وقد أبدى إعجابه بالنتائج التي حققناها.
Share on Google Plus

About Unknown

    Blogger Comment
    Facebook Comment