تقشير البشرة الكيميائي PEELING

تقشير البشرة الكيميائي
PEELING

المقدمة:
تتمة للمقالتين السابقتين عن شيخوخة الجلد وطرق علاجها ولبوتوكس فإنني وجدت من المناسب التحدث عن إحدى الطرق المستخدمة في علاج التجاعيد وشيخوخة الجلد وهي تقشير البشرة الكيميائي ,  ونظرا لأهميته وكثرة الحديث عنه وجدت من المناسب أن أتناول هذا الموضوع بالشرح الكافي .
لمحة تاريخية :
وجدت منذ أيام الفراعنة والبابليين وصفات مكونة من مواد مختلفة , هدفها المحافظة على شباب البشرة بواسطة تقشير البشرة ومن هذه المواد نذكر : الكبريت والخردل وحجر الكلس والريزورسين ...
وقد لفت الانتباه الدكتور الألماني
Unna في عام 1882 إلى خواص حمض الصفصاف عندما يطبق بتراكيز عالية على الجلد , وفي بداية القرن العشرين استخدم الطبيبان الإنكليزي Macher والفرنسي Lagasse  تراكيب تحتوي على الفورمول لتحسين ندبات الحروق خلال الحرب العالمية الأولى , وفي عام 1945 درس العالمان Mahee  و Agnes التأثيرات البيولوجية للتقشير بثلاثي كلور حمض الخل والفينول واعتبارا من عام 1970 بدأ الأطباء الجلديون والجراحون باستخدام الفينول وثلاثي كلور حمض الخل T.C.A. وفي عام 1980 أجرى العالم  Stegmon  دراسة نسيجية موسعة لكافة أنواع التقشير حسب المواد المستخدمة لتحديد عمق التبدلات النسيجية وقد أبدع الدكتور السوري عبجي في هذا المجال من خلال عمله بالولايات المتحدة وتمكن من  ابتداع التقشير الأزرق الذي بواسطته يمكن تحديد مدى عمق التقشير المرغوب بعمله وذلك لتجنب الاختلاطات السيئة .
 وظهر بعده التقشير السهل
Easy peel ومن ثم التقشير بحموض الفواكه ....الخ
التعريف :تعني عبارة التقشير الكيميائي Peeling-Peel تطبيق مادة خاصة مقشرة للبشرة ينجم عنها تخريب لأجزاء من البشرة وأحيانا الأدمة مما يؤدي لتجدد البشرة مع تبدلات أدمية وبالنتيجة تزول أو تخف التصبغات والتبدلات الضيائية والتقرنات والتجعدات الخفيفة وكذلك الندبات السطحية وتتجدد الألياف المرنة والكولاجينية.
تصنيف تقشير البشرة الكيميائي والتبدلات النسيجية :
تمت دراسة التبدلات النسيجية لكل نوع من أنواع تقنيات تقشير البشرة وصنفت حسب عمق التبدلات النسيجية إلى ثلاثة أنواع
النوع السطحي :
ويقسم إلى قسمين :
الخفيف جدا : والذي يعتمد على حمض الألفا هيدروكسي أو حمض الغليكوليك  , حمض الصفصاف (حمض البتيا هيدروكسي ), حمض اللبن , الريزورسين , محلول جسنر( وهو مشاركة بين حمض الصفصاف والريزورسين وحمض اللبن ممزوجين بالايتانول ), الثلج الفحمي , وثلاثي كلور حمض الخل بتركيز 10-20% , و حمض الأزاليئيك .حيث يحدث انفصال بالطبقة المتقرنة مع وذمة خارج وداخل الخلايا بباقي    طبقات البشرة
الخفيف : الذي يعتمد على ثلاثي كلور حمض الخل T.C.A بتركيز 35% , كما وأن التطبيق المديد لمراهم الTretinoine  يؤدي إلى تبدلات تخفف من شيخوخة البشرة وتقلل من سماكة البشرة وتزيل الخلايا الشاذه وتنشط الخلايا المولدة لليف حيث تتجدد الألياف المرنة والكولاجينية.
النوع المتوسط :
حيث يؤدي تطبيقه إلى نخر كامل للبشرة مع حدوث وذمة بالأدمة ولكن دون تخرب يالكولاجين .
ويتم بتطبيق محلول ثلاثي كلور حمض الخل بتركيز 35% مشاركة مع الفحم الثلجي , أو بمشاركة محلول جسنر مع محلول ثلاثي كلور حمض الخل بتركيز 35% , أو محلول ثلاثي كلور حمض الخل بتركيز 50 , وأخير محلول الفينول بتركيز 88% دون تغطية
النوع العميق :
حيث تطبيقه يؤدي إلى نخر كامل للبشرة مع حدوث وذمة وتخرب بالكولاجين , ويتم تطبيقه وفقا لطريقة بيكرز بالفينول دون تغطية أو مع التغطية , وفي هذا النوع من التقشير لوحظ ظهور كولاجين جديد بعد 3 أشهر من التطبيق بشكل حزم متوازية بدل الكولاجين المتخرب وكذلك ظهور ألياف مرنة وتوضعات لمادة الموسين , ويمكن لهذه التبدلات أن تستمر لمدة 20 عاما بعد استعمال طريقة بيكرز .
وبشكل عام  فإن تقشير البشرة الكيميائي يوخر من ظهور التنشؤات الجلدية .
مفاهيم عامة عن تقشير البشرة الكيميائي :
المهم في تقشير البشرة معرفة الغاية المطلوبة والآفات المطلوب تحسينها بالتقشير لمعرفة مدى العمق المطلوب بالتقشير واختيار التقنية والموادالمطبقة , كما وأن تحضير الجلد قبل التقشير بتطبيق الريتينوئيدات الموضعية وحموض ألفا هيدروكسي والتراكيب الموسفة والكريمات المبيضة , وكذلك إزالة الدهون عن الجلد مما يؤدي إلى زيادة نفوذية وفعالية المواد المستخدمة في التقشير الكيميائي , كما ويجب دوما الأخذ بالاعتبار كمية المادة المطبقة وتركيزها ودرجة الدلك ومدة التطبيق وعدد مرات التطبيق. ويجب دوما تقدير ظروف المريض من ناحية العمل والعادات ويجب أن ننبه المريض لضرورة تحاشي التعرض لأشعة الشمس بشكل كامل واستخدام المراهم الواقية من الشمس ذات عامل الحماية 30 أو أكثر .
استطبابات تقشير البشرة:
1-    تحسين التبدلات الضيائية ومعالجة شيخوخة البشرة .
2-    التجعدات الخفيفة .
3-    التصبغات في علاج النمش ويتم باستخدام التقشير السطحي مع التحضير الجيد للمريض بالمراهم المبيضة مع الريتينوئيدات . أما التصبغات التالية لآفات التهابية فتعالج بالتقشير المتوسط إلى العميق باستخدام الفينول واستجابتها مختلفة من شخص لأخر .
4-    الندبات السطحية وتعالج خاصة بالتقشير بالفينول والثلج الفحمي و محلول ثلاثي كلور حمض الخل بتركيز 35% , أما الندبات السطحي جدا فيمكن أن تتحسن بتكرار التقشير السطحي .
5-    التبدلات الشعاعية الناجمة عن أشعة X يمكن أن تتحسن خاصة إذا كانت الملحقات غير مخربة سابقا بالأشعة والتقشير المستعمل هو من النوع المتوسط أو العميق .
6-    العد الشائع يمكن أن يتحسن بالتقشير السطحي خاصة أنه يسرع شفاء الندبات السطحية .
يجب أن يسبق التقشير بتخليص البشرة من الدهون بمحلول من الكحول والأسيتون لزيادة نفوذية المادة , كما ويجب أن يكون هنالك محقن معبأ بمحلول ملحي لغسل العينين في حال حدوث تلوث خاطئ ,ويجب تطبيق المادة على مسافة 3 ملم بعيدا عن الحافة الحرة للشفتين كما يجب تطبيق المادة خلف خط الأشعار و يجب على الطبيب معرفة حدوث التهابات جلدية سابقة كالعقبول البسيط (هربس) والأكزيما الجلدية أو التناول لدواء Roaccutane خلال الأشهر الستة السابقة .
التقشير السطحي :
يمكن أن يجرى لكافة أنواع البشرة ويكرر عدة مرات حسب اللزوم .
1-     تقشير البشرة بالريزورسين : ويعتمد على عجينة Unna ويستعمل على نطاق واسع في فرنسا بتراكيز من 10-30% والأكثر استعمالا هي العجينة المعدلة من Lettessier وهي تتركب من :
Resorcin  40 gr
Oxyde de zinc 10 gr
Ceyssatite 20 gr
Axongebenzoine 28 gr
أي بتركيز 50%  تقريبا من الريزورسين و إضافة مواد تخفف احمرار الجلد.
تمزج العجينة بشكل جيد حتى تصبح متجانسة ومهواة ويجب أن تحضر مباشرة قبل كل تقشير , ويجب اجراء اختبار تحسس قبل اجراء التقشير ويتم بتطبيق طبقة رقيقة خلف الأذن أو الصدغ وتترك لمدة 10 دقائق ويجب أن لا تحدث سوى احمرار بسيط .
طريقة التطبيق : ينظف الوجه بشكل جيد وتمد العجينة بواسطة خافض لسان مع تحاشي الجفنين وحول الفوهات والفم , والمد يجب أن يكون بطبقة سميكة ومنتظمة مرتين على التوالي بفاصل 24 ساعة . يبدأ بالجبهة و الأنف وتنتهي بالوجنتين والذقن لأنها أكثر تحسسا, حدود التطبيق هو خط الشعر والخط السفلي للفك وحول العينين وحول الشفتين ( انظر الشكل )

Share on Google Plus

About Unknown

    Blogger Comment
    Facebook Comment